الأحد، 13 سبتمبر 2015

جيرمي كوربن نصير الفقراء والمعارض للحرب على العراق رئيساً لحزب العمال


 لم يكن فوز المرشح العمالي جيرمي كوربن برئاسة حزب العمال البريطاني  بالحدث العادي في الحياة السياسية البريطانية ، بل حدثا مدوياً شغل  الناس وملء الصحافة  وتصدر عناوينها الرئيسية ، هذا اليساري المناصر لقضايا الشعوب العادلة ، والذي عرف بوقوفه الى جانب  الفقراء ومعارضته للحرب على العراق وعلى سياسة الغرب ضد الدول العربية  ،  والرافض للمألوف في الثقافة السياسية  البريطانية الذي قال بأنه يعتذر للشعب العراقي عما حصل له جراء الاحتلال ، تفوق على منافسيه الثلاثة  الأصغر سنا  والأقل تشدداً لانه التصق مع ناخبيه وعبر عن طموحاتهم .
كوربن الذي طالب بفرض الضرائب على الاثرياء  وتحديد. قانون ايجار العقارات  وتأميم السكك الحديدية وشركات الطاقة ومجانية التعليم  حاكى  معاناة الناس  بحسه الإنساني الكبير ،  كوربن واحد من اقدم أعضاء البرلمان البريطاني. الذي احتفظ بعضويته منذ العام 1983  الى اليوم ، رغم الهجوم الذي تعرض له من قبل خصومه وأعضاء حزبه المتشددين  نظراً. لما طرحه من برامج تحقق العدالة للبريطانيين   وتنصف ذوي الدخول المحدودة في بلد رأسمالي  تحكمه الطبقة البرجوازية  ، إلا انه شعبيته في ازدياد  فقد بلغت نسبة مؤيديه في الانتخابات الاخيرة   60% ، فهو السياسي النادر  الذي اتسمت مواقفه اتجاه قضايا  الفقراء  بالثبات طيلة حياته السياسية ، لم تتبدل  تبعاً للمصالح الشخصية او الحزبية ،   فاز كوربن ابن السادسة والستين عاماً  برئاسة حزب العمال  وتطلعت  معه امال الفقراء والمهاجرين  في بريطانيا في حياة اكثر كرامة واستقرار  فهو الرجل الذي يحاكي في ملبسه وطريقة عيشة  الطبقة الكادحة من العمال والفقراء ، فهو ممثلهم الحقيقي وصوتهم المدوي في مجلس النواب البريطاني ، وقف مع القضية الفلسطينية  ودافع عن المظلومين في اليمن  معترضا على الدعم الغربي للسعودية  ، ووقف مع مطالب الشعب البحريني  العادلة  ضد العائلة الحاكمة  فقد شارك في اكثر من مظاهرة وندوة  تدعم مطالب البحرينيين العادلة، لذا يعد كوربن من ابرز مناصري القضية البحرينية ، والعضو الابرز في منظمة اوقفوا الحرب ، و الداعي الى عالم خالي من السلاح النووي ، وكانت اخر  مواقفه   هي الترحيب. بالمهاجرين والتأييد لموقف ألمانيا اتجاه. المهاجرين  السوريين والعراقيين ،  من هنا تكمن أهمية الحدث واهتمام الاعلام بهذا الفوز ، فهو شخصية استثنائية وغير اعتيادية  في الطبقة السياسية البريطانية  ، شخصية ترفض التقاليد التي لا تنصف الضعفاء وتحملهم اعباء الحياة الثقيلة .  لقد استبشرت الجاليات الأجنبية في بريطانيا  بهذا الفوز ورحبت به كما رحب به ،كل البريطانيون من الطبقة الوسطى والفقيرة .
علاء الخطيب / كاتب وإعلامي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رايك محترم حينما يكون رايا محترما يضيف ولايسئ ..