بقلم : عباس العزاوي - عندما اقف احيانا على ذكرياتي ايام الانتفاضة
الشعبية وشبحها الاميري الفاتن الذي مر باجفاننا الحالمة كلمح البصر ,
واتنقل في مساحاتها الاحتفالية الشاسعة ,اتفحص صورها الضبابية العالقة في
تلافيف أخيلتي بعد مرور هذه السنين الموغلة بالغربة والضياع المقيم ,
واستذكر لحظاتها العصيبة والدماء الثائرة التي نزفها اصدقائي ورفاق السلاح
في ساحات المواجهة الحقيقية والموت المؤكد ضد اعتى الطغاة , ادرك بوعي شامل
آفاق مغزى الصراع المضمّخ بالرصاص الحيّ وقذائف المدفعية والراجمات من
اجل الحرية والكرامة , واتيقّن يقين الانبياء كلما مر يوم حزن على العراق
بان ما قمنا به في تلك الايام كان اكبر بكثير من مدركات اعمارنا الصغيرة
أنذاك .واعمق ملايين المرات من ان تدركه عقول المستهزئين الساذجة , واشد
وضوحاً من مواقفهم الانتهازية المخزية, وهم يطلقون عنان السنتهم البذيئة
بعد ان أمنوا الموت والاعتقالات الكيفية , ليقرروا في لحظة دعة واستقرار
عبثية ماقام به الثائرون قبل عقدين من الزمن , أولئك الذين أسسوا وعبّدوا
باجسادهم الشابة الطرية طريق الخلاص من العبودية والاستبداد .
فالانتفاضة لم تكن مجرد حراك شعبي عفوي اراد اسقاط النظام والفكاك من قيود فرضت علينا سنين طويلة ادمت بالتصاقها قلوبنا والاجساد, بل كانت اطلالة نور ساطع في غياهب الظلم والظلام .. وكوة باتساع فضاء الاحرار فُتحت بدمائنا امام ابصار العالم ليمرعبرها عبق الحرية والضياء المنتظر. وصوت رافض ينتمي بالاوعي لصرخة ذلك الغريب الثائر في مدى الطفوف ....هيهات منّا الذلة .!
ولانهم لايمتلكون الشجاعة الكافية لمثل تلك المواقف الخالدة ولانها تعرّي زيف تخرصاتهم وادعاءاتهم "الوطنية" , وتُميط اللثام عن قبح صفاتهم المتخاذلة وتكشف عوراتهم النضالية!, تراهم يعيبون في كل مناسبة ,هذه الثورة الشعبية المجيدة ,ويحاولون التقليل من قيمتها وجدواها , تارة بحجة تدمير البلاد ونشر الموت والخراب وتارة وصمها بالخيانة والعمالة لايران ـوصفتهم المعلبة ـ واستغلال ضعف الجيش العراقي بعد هزيمته النكراء في عاصفة الصحراء .
في لقاء قديم مع احد "الخبراء" العرب بالشؤون العربية حسب قناة الجزيرة قال بان "المقابر الجماعية هي لابناء السنة قتلتهم القوات الايرانية وعملائها الشيعة في الجنوب وتم وأدهم هناك "!! , وقال آخر لا اتذكر ان كان خبير بالشؤون العربية او العبرية! , ان " المقابر الجماعية هي لجنود ايرانيين احتلوا الجنوب فتم تصفيتهم ودفنهم بسرعة بسبب استمرار المعارك بين العراق وايران"!! احد البعثيين بنسخته الجديدة , الرفيق ظافر العاني كان اكثرهم كذباً وتضليلاً لانه وصفهم بانهم " جنود عراقيين كانوا منسحبين من الكويت تم قتلهم ودفنهم في الجنوب",ولم يوضح لنا هذا الحاقد المزور كيف ان الخدمة العسكرية في العراق شملت الاطفال دون سن السادسة " ودعابلهم الملونة " مازالت في جيوبهم الصغيرة!!
وقال احد الامعات السياسية قبل ايام في احدى الفضائيات العراقية " لايمكن بناء الدولة باجترار الماضي , بعث صدامي , مقابر جماعية "هذا المتهتك النزق تمادى كثيرا ًفي شتائمة وتجاوز حدود اللياقة الادبية والاعراف السياسية, ولم يجد من يردعه او يوقفه عند حدود الادب التي لم يترب عليها ولاوجود لها في قاموسه الاخلاقي, فهو صنيعة البعث بامتياز وواحد من " الويلاد " المصابين ب "السيكوباثية"ولم َ لا ... وابوه الروحي الرفيق صالح المطلك !!, كيف لنا نسيان الماضي يارفيق السوء وانت تجلس على هذا المقعد وتتحدث بفضاء الحرية المطلقة وتشتم كيفما تشاء دون ان تجد من يلطمك على فمك" الفاهي " وانت تلوك الكلمات وتجترها كالابقار وتلوي عنقها لتجيب على اسئلة تهربت من اكثرها بتكرار ماأُملي عليك من اسيادك لتبقى ضمن حدود صلاحياتك في التصريح, لان هذه الاجساد الطاهرة التي دفنت في الصحراء وانت تسخر منها وتطالب بتجاوزها ,ولانها ضمن اعرافك وضميرك الميت قضية لاقيمة لها , كانت هي السبب الرئيسي في تصدّيك وللاسف الشديد لموقع المسؤولية هذا , وجعلت منك شئ يُذكر بعد ان كنت ماسح اكتاف واحذية مدراء الامن العامة والرفاق الكبار في حزبكم المقبور وسائق في المساء تزف العاهرات والراقصات لبيوت القادة.
هذه المقابر التي تشيراليها باستخفاف وازدراء فاضح , كانت منازلا لرجال الاشداء والابطال الرافضين لحكم سيدكم المقبور , وحصيلة الانتفاضة الشعبية العارمة التي هزت عروش اسيادك حتى صاح كبيرهم .. انتهينا .. انتهينا , والبستهم ثياب الذل وعباءات النساء وارغمتهم على التلصص كالجرذان المذعورة من غضب الثوار وانتقامهم , فالثورة رغم بساطتها في التسليح واندفاعها ورغم عدم تحقيقها الاهداف المطلوبة على ارض الواقع في تغيير النظام , لكنها شرعّت لصوت الحق والعدالة وحطمت حاجز الخوف المهيمن على قلوب العراقيين , وصنعت منك انت سياسياً معروفاً , تتمطى وتتفلسف حسبما تشاء وتتمنطق بمفردات لاتعرف حتىمعناها. فماهو المشروع الوطني الذي تتشدق به وماهي حدوده ؟ . وكيف لنا معرفة صاحبالمشروع الوطني من غيره؟ ومن هو السياسي الوطني ؟ من يلقي القبض على الارهابيين ,ام من يطالب باخراجهم ؟ من يقود العراق من بين صفوف شعبه , ام من يقطن خارج الحدود ويشجب ويستنكر من مراقص عمان وبيروت؟ حكومة التحكم عن بُعد ؟ ام حكومة التآمر عنقرب ؟ حكومة الملاهي والبارات ؟ ام حكومة الاموال والاستثمارات؟ اي الحكومات تريدون يارفيق حيدر ؟
في مؤتمر مدريد للسلام في 1991 , وقف اسحاق شامير ليقول " نحن نشكر اسبانيا وحكومتها على استضافة مؤتمر السلام هذا .. ولكن لاننسى ضحايا اليهود الذين تعرضوا للقتل والتشريد هنا في اسبانيا قبل 500 سنة!! , لماذا يتذكر شامير الصهيوني ضحايا شعبه الذين لم يرهم ولميعش فترتهم ,في مناسبة لادخل لها بضحايا اليهود, ويريد بعض الساسة في العراق نسيان من دفنوا احياء في المقابر الجماعية التي حدثت قبل 21 سنة وليس قبل مئات السنين !!
مالذي يخشاه هذا المدّعي وغيره ؟ من احياء ذكرى شهداء المقابر الجماعية وانتفاضتهم الخالدة وتكريمهم كما تكرّم باقي شعوب العالم شهدائها وابطالها
عباس ابن ابو جبار شلونك ترة انتة صير ابن عمتي تحياتي وهذة اميلي ضيفة عندك alaasd_100
ردحذف